بسم الله الرحمن الرحيم
معــجزة القــرآن في عصر المعلـومـاتية
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الحمد لله الذي هدانا للإيمان، وصلى الله على خير البشر نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
في عصر المعلوماتية .. أين معجزة القرآن ؟
لغة الأرقام هي اللغة المسيطرة على عصرنا هذا .. وبما أن معجزة القرآن مستمرة وتُناسب كلَّ عصر ، فهل يكمن وراء بلاغة كلمات القرآن نظام رقمي لهذه الكلمات ؟ هذا البحث هو إجابة دقيقة عن مثل هذا السؤال .
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الّذي أتقن كل شيء صنعاً وأحاط بكل شيءٍ علماً وأحصى كلَّ شيءٍ عدداً . وصلى اللّه على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم ، أتى ليبلِّغَنا كتاباً من عند اللّه هو أَصدقُ كتابٍ على الإطلاق { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [ فصلت : 42 ].
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
إن اللّه تعالى ليس كمثله شيء ، وكتاب اللّه تعالى لا يشبهه أي كتاب في العالم . لذلك لا يمكن للبشر أن يصنعوا كتاباً يشبه القرآن ، فكما أنَّنا عاجزون عن تقليد خلق اللّه ، كذلك نحن عاجزون عن تقليد كتاب اللّه تعالى .
هذا البحث
1 ـ ما هو الإثبات الرقمي على أن القرآن الكريم هو كتاب اللّه ؟
2 ـ ما هو الدليل العلمي المادي على أنه يستحيل الإتيان بمثل القرآن ؟
هذا البحث هو إجابة دقيقة عن هذين السؤالين .
دعـاء
اللهمَّ إني أعوذ بكَ من علمٍ لا ينفع ... ومن قلبٍ لا يخشع ... ومن عينٍ لا تدمع ... ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها .
في عصر المعلوماتية
في عصر المعلوماتية ونحن نعيش بداية القرن 21 :
أين معجزة القرآن في هذا العصر ... بل أين نحن من القرآن؟
في عصر البلاغة عندما نزل القرآن أعجز بلغاء العرب وفصحاءهم ، وذُهلوا أمام أسلوبه الرائع حتى إنهم قالوا : { إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ }.
ولكن ما هي معجزة القرآن في زمن الانترنت والأرقام ؟ والمعجزة يجب أن تتناسب مع العصر ، فقد أصبح للأرقام بلاغة ربما تفوق بلاغة الكلمات في زمنها ، وأصبحت الأنظمة الرقمية والكمبيوتر والحاسبات تدخل في كثير من الأشياء من حولنا ، فأين القرآن كتاب اللّه من كل هذا ؟
آيـة قرآنيـة
{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ الحشر : 21 ] .
النظام الكوني ... والنظام القرآني
إحدى آيات القرآن تتحدث عن أهمية العدد سبعة في بناء النظام الكوني ( سبع سماوات و سبع أراضين ) يقول تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ]. حكمة اللّه تعالى اقتضت اختيار العدد سبعة لجعله أساساً للنظام الكوني ، فهل للعدد سبعة علاقة بكتاب اللّه ؟ بكلمة أخرى : هل يوجد نظام قرآني يعتمد على العدد سبعة ؟
إن الّذي نظَّم الكون وأسَّسَهُ على قواعد مُحكمة ودقيقة ، لا بد أن يكون قد نظَّم كتابه ـ القرآن ـ على قواعد وأنظمة غاية في الدقة ، بمعنى آخر : خَلْقُ اللّه مُنَظَّم ... كتاب اللّه مُنَظَّم ، ولا وجود للعبث أو الفوضى في خَلْقِ اللّه ولا في كلام اللّه .
خير بداية لكل أمر
إن أفضل كلمات يمكن للمؤمن أن يبتدئ بها أي أمرٍ ذي شأن ، هي : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وهي أول آية في القرآن ، تتألف من أربع كلمات وكل كلمة تتكون من عدة أحرف ، ولكن ما علاقة العدد سبعة في بناء هذه الكلمات الأربع ؟ نكتب كلمات هذه الآية ، ثم نكتب تحت كل كلمة عدد أحرف هذه الكلمة :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
3 4 6 6
إذاً نحن أمام عدد هو : 3 4 6 6 ( ستة آلاف وستمئة وثلاثة وأربعون ) ، ما علاقة هذا العدد بـالرقم سبعة ؟
إن العدد 3 4 6 6 من مضاعفات العدد سبعة ، أي ناتج قسمة العدد 3 4 6 6 على 7 يعطينا عدداً صحيحاً ، لنرى ذلك :
6643=7×949
إذاً العدد 3 4 6 6 يمثل الآية الأولى من القرآن (بسم اللّه الرحمن الرحيم) وهو يقبل القسمة تماماً على سبعة .
سوف نرى من خلال هذا البحث العلمي القرآني أن نصوص القرآن العظيم (سواءً كانت آية كاملة أو جزءاً من آية أو عدة آيات) هذه النصوص تم وضع كل كلمة بدقة فائقة وفق نظام رقمي يعجز البشر عن الإتيان بمثله . ولكن هناك لكل نص قرآني نظام رقمي ، فعدد الأنظمة الرقمية في القرآن لا يعلمه إلا اللّه تعالى ، وهذا البحث هو نقطة البداية للدخول في علم الأنظمة الرقمية في القرآن العظيم .
كلمات وأحرف القرآن
1 ـ كل حرف مكتوب في القرآن نعدُّه حرفاً سواءً لفظ أم لم يُلفظ .
2 ـ كل حرف غير مكتوب في القرآن لا نعدُّه حرفاً سواءً لفظ أو لم يُلفظ .
هذه هي القاعدة المادية الّتي نعتمدها لعد كلمات وأحرف القرآن .
هكذا كُتب القرآن ...
ما هو الفرق بين القرآن الّذي كُتب منذ 1400 سنة والقرآن الموجود حالياً ؟
إن الهمزة لم تكن موجودة كذلك الأمر التنقيط ، الشدَّة ، علامات المدّ ، علامات التشكيل وعلامات التجويد .. ، ولكن الشيء المهم أن عدد أحرف كل كلمة ثابت ، أي أن المصحف الّذي بين أيدينا الآن مطابق تماماً للمصحف الّذي كُتب منذ 1400 سنة (بعد حذف الإضافات الّتي أتت لاحقاً) .
مثال
يقول تعالى: ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) [ الذاريات:47 ].
عدد حروف كل كلمة كما كتبت في القرآن الكريم:
1 ـ و : واو العطف هي كلمة لأنها تكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها ، عدد أحرفها = 1 .
2 ـ السماءَ : عدد أحرفها = 5 لأن لهمزة ليست حرفاً .
3 ـ بَنَيْنها : عدد أحرفها = 6 لأن علامة المد ليست حرفاً .
4 ـ بأيْيدٍ : عدد أحرفها = 5 مع العلم أن الياء الثانية لا تلفظ ولكن نعدُّها حرفاً لأنها مكتوبة في القرآن .
5 ـ و : واو العطف كلمة عدد أحرفها = 1 .
6 ـ إنَّا : 3 أحرف لأن الشدَّة ليست حرفاً فهي ليست من أصل القرآن .
7 ـ لموسِعُون : 7 أحرف .
إذن أصبح العدد الّذي يمثل الآية السابقة هو :
و السماء َبَنَيْنها بأييدٍ و إنا لموسِعون
1 5 6 5 1 3 7
العدد الّذي يمثل هذه الآية هو : 1 5 6 5 1 3 7 ( سبعة ملايين وثلاثمئة وخمسة عشر ألفاً وستمئة وواحد وخمسون ) . طبعاً هذا العدد يقبل القسمة على سبعة أي :
7315651=7×223591
لماذا الياء الثانية ؟
لماذا كُتبت كلمة [ بأيْيدٍ ] بياءين ، إذن ما فائدة الياء الثانية الّتي لا تلفظ وليس لها أي عمل لغوي؟ العدد المتشكل لدينا في هذه الحالة هو 1 5 6 4 1 3 7 لا يقبل القسمة على7 ، ولكن عندما نضيف هذه الياء تصبح قيمة العدد هي 1 5 6 5 1 3 7 وهو عدد قابل للقسمة على سبعة .
كذلك الأمر بالنسبة لكلمة [ بنيناها ] فقد كتبت هذه الكلمة من دون ألف هكذا [ بنينها ] أي 6 أحرف بدلاً من 7 أحرف ، ولولا ذلك لم يقبل العدد الّذي يمثل هذه الآية القسمة على سبعة .
الهمزة ليست حرفاً
بما لا يقبل الشك نستنتج أن الهمزة ، الشدَّة ، علامات المد والتجويد وغيرها ليست أحرفاً من القرآن والدليل على ذلك ببساطة أنها ليست من أصل القرآن . إذاً عدد أحرف الأبجدية القرآنية 28 حرفاً هي أبجدية اللغة العربية .
ما هو الإثبات الرقمي على أن القرآن كتاب اللّه ؟
إن كلمات القرآن الكريم انتظمت بشكل مذهل ، بحيث تشكل نظاماً رقمياً مُعجزاً لا يمكن لبشرٍ أن يأتي بمثله ، لندخل إلى لغة الأرقام لتتراءى أمامنا عظمة كتاب اللّه وعظمة إعجازه ...
القرآن تنزيل من العزيز الرحيم
ما هي صفات مُنَزِّل القرآن ؟ إنه عزيز قوي قدير على كل شيء ، وبنفس الوقت هو رحيم بعباده رغم كفرهم وإلحادهم . كيف نجد القرآن يحدثنا عن هذه الحقيقة : { تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } [ يس : 5 ] هذه آية قصيرة تركبت من ثلاث كلمات تؤكد أن الكلام الموجود في القرآن هو تنزيل من اللّه العزيز الرحيم وليس بقول بشر .
ولكن ما علاقة العدد سبعة بهذه الآية ؟ إن العدد الّذي يمثل هذه الآية هو :
تنزيل العزيز الرحيم
5 6 6
العدد الّذي يمثل الآية هو 5 6 6 (ستمئة وخمسة وستون) هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، لنرى :
665=7×95
إذن وراء لغة الكلمات هناك لغة أخرى هي لغة الرقم الّتي تعتمد على مضاعفات العدد 7 فالذي بنى السماوات السبع هو الّذي أنزل القرآن .
القرآن هو قول فصل
{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } [ الطارق : 13 ] ، هذه الآية تخبرنا أن القرآن هو قول فصل يفصل بين الحق والباطل . لنرى كيف يدخل العدد سبعة بشكل مذهل في تركيب كلمات الآية :
إنَّهُ لَقولٌ فَصل
3 4 3
العدد الّذي يمثل هذه الآية هو 3 4 3 (ثلاثمئة وثلاثة وأربعون) يقبل القسمة على سبعة:
343=7 × 7 × 7
ولو أن اللّه تعالى قال : [ إنه قول فصل ] ، لأصبح العدد الّذي يمثل الآية هو 3 3 3 وهذا عدد لا يقبل القسمة على سبعة . وهذا يثبت دقة ألفاظ القرآن وأن كل حرف موجود في القرآن إنما وُضع بتقدير وعلم اللّه تعالى .
القرآن مُنَزَّل من عند عزيز حكيم
لنقرأ مطلع سورة الجاثية الّتي تحدثنا عن حقيقة لا شك فيها ، وهي : { حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [ الجاثية : 1 ـ 2 ] .
1 ـ لغوياً : نحن أمام حقيقة وهي أن هذا الكتاب (القرآن) منزَّل من عند اللّه العزيز الحكيم ، وليس من صنع بشر . وصياغة كلمات الآية بهذا الشكل تدلنا على أن هذه الكلمات من عند اللّه تعالى ، وأن أي إنسان يفقه اللغة العربية ولو قليلاً يدرك أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون قول بشرٍ بل هو كلام اللّه تعالى .
2 ـ رقمياً : الّذي لا يفقه لغة الكلمات ولا تقنعه الأدلة العلمية على كثرتها ، فهل يمكن أن تكون لغة الأرقام بليغة إلى الحد الّذي يقنع أمثال هؤلاء ؟ لنرى العدد الّذي يمثل النص القرآني السابق : نكتب النص القرآني كما كُتب في القرآن ، كلمة [ الكتاب ] نجدها هكذا [ الكتب ] .
حم تنزيل الكتب من اللّه العزيز الحكيم
2 5 5 2 4 6 6
إن العدد الّذي يمثل هذا النص هو : 2 5 5 2 4 6 6 (عدد مكون من 7 مراتب ويُقرأ : ستة ملايين وستمئة وإثنان وأربعون ألفاً وخمسمئة وإثنان وخمسون) هذا العدد يقبل القسمة تماماً على سبعة .
والسؤال هنا: من الّذي نظَّم كلمات وأحرف هذا النص القرآني وغيره بحيث يكون العدد الممثل له قابلاً للقسمة على سبعة تماماً ومن دون باقٍ ؟ إنه عزيز وحكيم ،
اقتضت حكمة اللّه أن يكون كتابه بهذا الشكل ، وما كان اللّه ليسمح ليد أحدٍ أن تمتدَّ إلى كتابه وتغير فيه ولو حرفاً ، فقد حفظه من أي تحريف لذلك يقول : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] .
القرآن .. لم يُحرَّف
23 سنة هي المدة الّتي نزل خلالها القرآن العظيم ، وذلك منذ أكثر من 1400 سنة لا زال القرآن محفوظاً بعناية اللّه تعالى ، لم يصبْه أيُّ تحريف ، حتى طريقة كتابة الكلمات في القرآن بقيت كما هي منذ أن كُتب القرآن أول مرة وحتى يومنا هذا ، وسيبقى محفوظاً إلى يوم القيامة .
وهذا البحث هو دليل رقمي دقيق على أن كل كلمة في القرآن هي من عند اللّه تعالى القائل : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ } [ الحجر : 9 ] ، هذه الآية الكريمة تؤكد أن القرآن لم يُحَرَّف (هذا بلغة الكلمات) ، ولكن وراء هذه الآية لغة دقيقة جداً هي لغة الأرقام الّتي لا يجادل فيها إثنان ، إن العدد الّذي يمثل الآية هو: 62315533
هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكن إذا دققنا النظر في كلمات هذه الآية نلاحظ أن كلمة [ لحافظون ] كتبت في القرآن هكذا [ لحفظون ] (من دون ألف) ، لو كُتبت كلمة [ لحفظون ] بألف لأصبح العدد الّذي يمثل هذه الآية هو 3 3 5 5 1 3 2 7 وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7 ، والسؤال : من الّذي يعلم أن في هذه الآية نظام رقمي ؟ وأن كلمة [ لحفظون ] يجب أن تُكتب من دون ألف ؟ وأن وجود هذه الألف سيخل بالنظام الرقمي للآية ؟ إذاً مَن الّذي يعلم أسرار القرآن ؟ إنه اللّه الّذي نزل القرآن والذي يعلم السرَّ في السماوات والأرض وهو القائل :
أنزله الّذي يعلم السرّ ...
{ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً } [ الفرقان : 6 ] ، هذه الآية تخبرنا أن الّذي أنزل القرآن هو اللّه تعالى ، ولكن ماذا تخبرنا لغة الأرقام ؟ لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ونكتب العدد الذي يمثل حروفها مصفوفة ، هذا العدد الكبير 2 5 4 4 4 2 6 1 5 3 3 5 5 ( خمسة آلاف بليون وخمسمئة وثلاثة وثلاثون بليوناً وخمسمئة وستة عشر مليوناً ومئتين وأربعة وأربعون ألفاً وأربعمئة وإثنان وخمسون ، والبليون هو واحد وبجانبه تسعة أصفار ) ، هذا العدد يقبل القسمة تماماً على سبعة مرتين!!
وكما نلاحظ أن كلمة [ السماوات ] كُتبت هكذا [ السموت ] (6 أحرف بدلاً من 8 أحرف) ، إن الّذي ألهم المسلمين أن يكتبوا هذه الكلمة بهذا الشكل هو الّذي يعلم سرَّ القرآن كيف لا يعلم ما في القرآن وهو منزل القرآن ؟ وهو الّذي يسَّرَ القرآن تلاوةً وفهماً وتدبّراً وذكراً .
القرآن ميسَّر لكل البشر
وسائل لا تحصى يسَّرها اللّه تعالى لكل إنسان ليسمع آيات القرآن ويقرأها ويتفكر فيها ويتدبر كلام اللّه ، ولكن هل من مُتذكّر ؟ هكذا يحدثنا القرآن عبر سورة القمر : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [ القمر : 17 ] لنرى النظام الرقمي في هذه الآية :
العدد الّذي يمثل الآية هو 1 3 5 6 5 3 2 4 يقبل القسمة على سبعة تماماً :
3 3 9 0 5 0 6 × 7 = 1 3 5 6 5 3 2 4
والناتج يقبل القسمة على 7 مرة ثانية :
9 1 4 4 6 8 × 7 = 3 3 9 0 5 0 6
إذن العدد الّذي يمثل الآية يقبل القسمة على سبعة مرتين .
لا يأتون بمثله ...
لعدة سنوات كنتُ أتدبر قول اللّه تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } [ الإسراء : 88 ] ما هو السرُّ في القرآن الّذي يجعل كل البشر ومن ورائهم عالم الجنّ وبكل ما أوتوا من تطور علمي وتقنيات ، ما الّذي يجعلهم عاجزين عن الإتيان بكتاب يشبه القرآن ؟
1 ـ منطقياً : حتى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يؤلف كتاباً مثل القرآن ، وهذا دليل منطقي على استحالة الإتيان بمثل القرآن .
2 ـ علمياً : الحقائق العلمية الموجودة في القرآن منذ 1400 سنة لا يمكن أن تكون من صنع بشر مهما كان ذكياً ، لأننا لم نكتشف هذه الحقائق بشكل عملي إلا منذ أقل من 100 سنة الماضية .
3 ـ رقمياً : ما هي مواصفات الأعداد الّتي تمثل النصوص القرآنية ؟ لندرس النظام الرقمي للآية 88 من سورة الإسراء .
الآية 88 من سورة الإسراء
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } .
إن العدد الّذي يمثل هذه الآية هو :
2 3 6 5 1 4 3 2 5 4 3 6 2 5 5 1 2 3 5 4 5 هذا العدد مكون من 21 مرتبة ( أي من مرتبة المئة بليون بليون ) وهو يقبل القسمة تماماً على سبعة .
ليس هذا فحسب
هل هذا كل شيء ؟ لا زال هناك المزيد ، فالآية مكونة من ثلاثة مقاطع كما يلي :
1 ـ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ .
2 ـ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ .
3 ـ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً .
المذهل أن كل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة فيه نظام رقمي يتمثل بقابلية القسمة على سبعة . أي أن العدد الّذي يمثل كل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة للآية يقبل القسمة تماماً على سبعة ، لنرى ذلك :
1 ـ المقطع الأول من الآية :
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ }
العدد الذي يمثل مصفوف حروف الآية يقبل القسمة تماماً على 7 .
2 ـ المقطع الثاني من الآية :
{ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ }
أيضاً العدد الّذي يمثل هذا المقطع3 2 5 4 3 6 2 5 5 يقبل القسمة على 7 .
3 ـ المقطع الثالث من الآية :
{ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }
العدد الّذي يمثل هذا المقطع 1 2 3 5 4 5 يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين.
والسؤال : هل يستطيع البشر رغم تقدم علومهم وتقنياتهم أن ينظموا كلمات بهذا الشكل المذهل ؟ هذا بالنسبة لآية واحدة من القرآن ، فما بالنا بالقرآن المكون من 6236 آية ؟
إذن في كتاب اللّه نحن أمام برنامج رقمي دقيق جداً ، وهذا دليل مادي على أن القرآن من عند اللّه ، وقد حفظه اللّه تعالى دون تحريف أو تغيير أو تبديل .
لماذا العدد 7 ؟
من دون مقدمات نسجل الحقائق الرقمية التالية :
1 ـ عدد السماوات سبعة ، عدد الأراضين سبعة ، عدد أيام الأسبوع سبعة.
2 ـ عدد أحرف اللغة العربية 28 حرفاً (أي 7×4) .
3 ـ كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تحدثت عن العدد سبعةمثلاً :
ـ إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف ...
ـ سبعة يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...
ـ الطواف بالكعبة سبعة أشواط والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً ... وأحاديث كثيرة أخرى تتناول العدد سبعة .
4 ـ عاش رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم 63 سنة (7×9) .
5 ـ أعظم سورة في القرآن هي الفاتحة وهي أم القرآن وهي السبع المثاني ، وتتألف من سبع آيات .
6 ـ قراءات القرآن عددها سبعة (القراءات السبع) .
7 ـ عدد أبواب جهنم سبعة ، يقول تعالى : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } [ الحجر : 44 ] .
نـتـيـجـة :
إن الّذي خلق سبع سماوات و سبع أراضين هو الّذي أنزل القرآن العظيم ورتب كلماته وأحرفه بما يتناسب مع العدد سبعة وجعل اللغة العربية (لغة القرآن) 28 حرفاً (7×4) ... والذي لا يؤمن بخالق السماء والأرض ومنزل القرآن فجزاؤه جهنم الّتي لها سبعة أبواب ، لكل بابٍ منهم جزء مقسوم .
القرآن كتاب اللّه ... والرسول صلى الله عليه وآله وسلم على حق
آيات كثيرة خاطب اللّه تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، كلها تنطق بالحق وكأنها تريد أن تقول إن هذا القرآن كلُّه حق وأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على حقّ ... فهل نجد في هذه الآيات إثباتات رقمية على ذلك ؟ لنقرأ هذا الفصل ...
وما ينطق عن الهوى
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا بدقة ما أوحاهُ إليه ربُّه ، لم يزد أو ينقص حرفاً . يُعبّر القرآن عن هذه الحقيقة بآيتين من سورة النجم (الآيتين 3 ـ 4) بكلمات بليغة ومن ورائها نظام رقمي لهذه الكلمات :
{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }
العدد الّذي يمثل هذا النص القرآني هو 1 2 4 2 5 2 2 3 3 4 (أربعة بلايين وثلاثمئة وإثنان وثلاثون مليوناً ومئتان وإثنان وخمسون ألفاً وأربعمئة وواحد وعشرون) هذا العدد المكون من عشر مراتب يقبل القسمة تماماً على سبعة .
للموضوع بقيه أ:بدر عاشور